ملخص مقابلة مع دانا وينبرغ، مؤسسة ومديرة جمعية “المرأة وكيانها”، كتبته رونيت هد، المديرة التنفيذية لمنظمة شاتيل.
نشأت جمعية المرأة وكيانها كفكرة في السابق عندما تلقيت هدية من صديقة لي، وكانت الهدية الكتاب الانجليزي “Our Bodies Ourselves”. بالنسبة لي، كانت هذا لقاءً مدهشاً. كان هناك الكثير من الأشياء في الكتاب التي أثارت دهشتي وجعلتني أتساءل: “كيف لم أعلم بذلك من قبل ؟”. نتيجة لذلك، كتبت أطروحتي الأكاديمية حول تجارب النساء الإسرائيليات في الفحوصات النسائية، وما سمعته من النساء اللاتي قمت بمقابلتهن قوى جدًا شعوري بأننا نعيش مع الكثير من التحيزات الثقافية ومع قدر كبير من الاضطهاد تجاه أجسادنا، صحتنا وجنسانيتنا. أخبرتني النساء خلال المقابلات عن مدى إحباطهن بسبب نقص المعرفة وشعور البعد عن الجسد والصعوبات مع المؤسسة الطبية.
بدأت في بتشكيل مجموعة من الخبراء من المجالات: أطباء، ممرضات، أخصائيات تغذية، معالجات جنسيا وزميلاتي اللواتي يعملن في مجال الجندر، النسوية، النشاط الاجتماعي أو في المجال الأكاديمي. شعرنا جميعًا أن هناك نقص في المعرفة وأن المعرفة المتاحة محدودة ومعقد. وإذا كنا نشعر هكذا، فبالتأكيد المشكلة أكثر صعوبة بالنسبة للفئات المستضعفة والمظلومة. اعتزازي الكبير هو أن جزءًا كبيرًا من هذه المجموعة المؤسسة لا يزال يقود ويدير جمعية “المرأة وكيانها”، مثل نوها برفرمان رئيسة الجمعية وتل تمير عضوة في الإدارة.
من البداية، كنا نحظى بشراكة بين النساء اليهوديات والنساء العربيات، لأنه كان واضحًا لنا أن كل ما يؤثر في صحة النساء في إسرائيل يبرز بشكل أكبر في المجتمع العربي. بدأنا في استقصاء البيانات وفهمنا أنه بالرغم من وجود قانون صحة وتكنولوجية متقدمة. شعرنا أن الموضوع في اسرائيل مريب بشكل خاص. شعرنا أن الأمر يتطلب معالجة موجهة تأتي من موقف مختلف – من نساء إلى نساء.
عُقِدَ اجتماعنا الأول والتأسيسي في واحة السلام، كنا 14 امرأة من كل شرائح العمر والمجتمع. كان هناك شعور مشترك بالحماس والالتزام والحاجة لإحداث تغيير اجتماعي ذا مغزى يؤثر على صحة ورفاهية النساء والفتيات في إسرائيل، ووضع قضية العناية الطبية من منظور نسوي في جوهر النقاش. ترددنا إذا ما كان يجب تأسيس جمعية أو الانضمام إلى جمعيات قائمة، ولكن سرعان ما تبّين لنا أن المهمة واسعة وشاملة، وأنه هناك حاجة لبناء حوار فريد، وخلق مساحة تجتمع فيها النساء للقاء بعضهن، والكتابة والتحدث عن هذه المسائل.
أول مشروع قمنا به كان كتابة كتابين بلغتين – العبرية والعربية – بالاستناد إلى الكتاب الأمريكي المعروف “Our Bodies Ourselves” وقمنا بملائمته ثقافيًا لواقعنا المجتمعي. قمنا أيضاً ببناء نموذج عمل معقد ومثير للاهتمام: لكل من 33 موضوعًا في الكتاب، بعدها قمنا بتشكيل مجموعة كتابة خاصة مع دمج مقابلات مع مجموعة متنوعة من النساء في البلاد، فقرات كتابة مهنية ، ومراجعة الجوانب السياسية والاقتصادية والأخلاقية لكل موضوع. الفكرة هي أنه في كل موضوع تمتد مجموعة واسعة جداً من المعرفة من مصادر متنوعة.
الكتابة هي وسيلة ذات مغزى ولكنها لا تصل إلى الجميع، لذلك قمنا بإنشاء نظام ورشات عمل باللغتين العبرية والعربية، وأنشأنا موقعًا على الإنترنت يعد مركزًا للمعلومات حول صحة المرأة. يبدأ كل مشروع نقوم به بإجراء بحث ميداني عميق للتحقق مما إذا كان هناك حاجة حقيقية له.
حتى بعد خمس سنوات من العمل الجاد، نُذهل من حقيقة أنه من اللحظة الأولى، تقريبًا كل امرأة التقينا بها واهتمت بأنشطتنا، كانت تستجيب بحماس ورغبة في المشاركة والمساعدة. أعتقد أن النساء ينضمن إلى العمل لأن هذه المواضيع تحاكيهن- كنساء مهنيات كأمهات لبنات وكنساء. تجارب وخبرات مختلفة تقود النساء للانضمام والتطوع لأنشطتنا.
تم تأسيس جمعيات مماثلة لـ”المرأة وكيانها” في حوالي 20 دولة في جميع أنحاء العالم بتشجيع وإلهام من “Our Bodies Ourselves”. في كل مكان في العالم، يكون هذا مشروعًا للنساء بالنساء، يبدأ من الأسفل، من الميدان، ويصعد نحو الأعلى. “المرأة وكيانها” تعمل بدون مكاتب، ويتم معظم العمل عن طريق المتطوعات العاملات في المنزل أمام الحاسوب أو في ورشات العمل.
أحد التحديات الكبيرة التي واجهناها هو صعوبة وضع حدود واختيار مجال التركيز وكيفية تقليصه، حيث إن صحة المرأة هي موضوع شاسع للغاية. تبرز هذه القضية وفقًا لتصورنا للصحة الذي اعتمدناه منذ تأسيسنا والذي يتضمن الروابط الثقافية والاجتماعية والنفسية، والمحتويات المتنوعة مثل تأثيرات صورة الجسد، الطعام، الجنس، مراحل مختلفة من حياتنا وأكثر من ذلك. يجب علينا أن نحاول الوصول إلى كل هذه المواضيع، وتقديم أكبر عدد ممكن من الزوايا لكل موضوع. وهكذا نشعر بأنه من المهم تقديم تجارب فريدة مثل تجربة امرأة صماء في الحمل وهي تتحدث مع مترجم لغة الإشارة، أو تجربة امرأة مع اعاقة تتوجه للفحص النسائي. هذه أصوات نحن ملتزمات بتقديمها، أصوات لا تُسمع في أماكن أخرى ومن الجانب الآخر من المهم لنا أن تكون الأبعاد الموجودة في الكتب ليست هائلة ومرعبة في نطاقها.
احدى التحديات الكبيرة التي نواجهها هو تشجيع طرح الأسئلة حول أشياء كانت مفهومة ضمنا حتى الآن. قراءة موادنا غالباً ما تثير العديد من علامات الاستفهام وليس علامات التعجب. من المهم لنا أن تستخدم النساء المعلومات التي نكتبها عندما تكون مشتتة، مثلا عند الاستعداد للفحوصات الطبية ، عند الحاجة لاتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهن، بما في ذلك جوانب الجنسية، وحتى فقط من أجل معرفة أنفسهن بشكل أفضل. لذلك نحن نعمل على الكتابة بأسلوب سهل وواضح ، دمج البيانات المحدثة وتقديم المساعدة والمعلومات الإضافية.
اليوم، أتحدث مع ابنتي عن صحتها، عن الدورة الشهرية, وعن الجنس بطريقة مختلفة تمامًا. أنا أؤمن أنها ستتحدث بشكل مختلف مع صديقاتها ودوائر التأثير والوعي ستتوسع .
أملي هو أن كتبنا وإنتاجاتنا المعرفية، الموقع وورشات العمل تصل إلى أكبر عدد ممكن من النساء في البلاد وتؤثر فيهن وفي حياتهن بنفس الطريقة التي أثرت بها على حياتنا.