الكلمات تخلق وتعكس الواقع، واستخدامها ليس تافهاً. عندما نكتب عن الجنسانية، نحن في حاجة ماسّة لاستخدام الأسماء والألقاب المقبولة للأعضاء التناسلية الأنثوية. كيف نُسمّي بالعربية (ما يوجد بين أرجلنا)؟
عند إعداد كتابنا (المرأة وكيانها) فكرنا كثيراً :ما الاسم الذي يجب أن نحتاره للكتاب من بين قائمة الأسماء المستعارة الواسعة؟ أيُّهم أنسب لجوهر الكتاب؟ هل: كُس، قطوش، تحت، المنطقة الحساسة، مثلث برمودا، تبعك، فرج، مهبل اللي بين اجريكي، عش، عشوش؟
وبشكلٍ عام، من المسؤول عن الألقاب؟ ما هي التشبيهات الكامنة فيها؟ هل مصدرها هو لغة الشارع؟ الخوف من إعطاء معنىً مثير لعضو حميم منذ الصغر؟ صعوبة تنشئة الفتيات لحياة جنسيّة صحيّة، كاملة ومُتكاملة؟
تتراوح الألقاب بين ألقاب طبية نقية (الفرج، المهبل، العانة، الجهاز التناسلي)، ألقاب من التعابير القرآنية (مثل الفُروج) وبين ألقاب تستخدم كأساس للشتائم السوقيّة البذيئة المختلفة (بالتركيز على إناث العائلة). القاسم المشترك بينها هو الغرابة، البُعد والغُربة التي تشعر بها معظم النساء تجاهها. تتجلى ذكورية اللغة أيضاً بالميل إلى تسمية الأعضاء التناسلية الأنثوية بأسماء ذات ضمائر مُذكرة (مثل الرحم، الثدي، أو الفرج). تمت مناقشة هذه القضية في عدد من الورشات التي قمنا بها وتناولنا الموضوع، وخلالها تم اقتراح كلمات جديدة مُؤنثة الضمير.
ليس لدينا اسم أو ضمير شامل. بالإضافة إلى ذلك، لا تقتصر المشكلة على تغيير الاسم أو اللقب بشكلٍ عينيّ. حيث أن تعقيد تصور الجنسانية الأنثوية يتجلى باللغة ككُل. فكروا مثلاً بجزء أساسي من الجنسانية الأنثوية- البظر، هو أيضاً مُذكر. هل يمكنكن تخيل قول “القضيب ليست منتصبة”؟
من المعتاد أن نستقبل خلال حياتنا رسائل ومواقف سلبية فيما يتعلق ُ بالاستمتاع الجنسي الذاتي، الملامسة والمداعبة والتعلم الذاتي لجسمنا. ّ نتيجة لذلك، فإن الكثيرات منا تخشين أعضاءهن ُ التناسلية كما ملامستها ِ بأي شكل من الأشكال. إذا كنت َ غير معنية بجولة استكشافية عبر تأمل ّ وملامسة جسمك، يمكنك تعلم الكثير عن أعضائك التناسلية من خلال قراءة الوصف وتأمل الرسومات الإيضاحية، هنا في الفصل.
في النهاية، ليس بإمكاننا تغيير اللغة وجميع المُسميات والألقاب بشكل كامل. لكن رفع الوعي هو دائماً الخطوة الأولى في الكفاح من أجل تغيير الواقع. والخطوة التالية هي أن نأخذ مسؤولية ونعزّز ذاتنا وسيادتنا على أجسادنا وجنسانيتنا.