يرتبط الإحساس بالوقت بالترتيب وإنشاء المنطق الداخلي. تخلق فترة الحرب إحساسًا مختلفًا بالوقت عن المعتاد. في أوقات الحرب، ينشأ شعور بالفوضى ويصعب إيجاد المنطق. حيث هناك ميل للاعتقاد بأن فترة الحرب هي حالة مؤقتة ننتظر نهايتها والعودة إلى الروتين المنطقي.
إن الفترة الحالية هي في الواقع فترة حديّة – نوع من الفترة الانتقالية الزمنية. لقد ابتعدنا عما كانت عليه الأمور قبل الحرب، لكننا لا نزال غير قادرين على رؤية الواقع والمستقبل الذي سيأتي بعد الحرب. من الممكن أن تبدو لنا الأشياء التي حدثت قبل بداية الحرب بعيدة جدًا، وربما سنشعر أن الأيام والساعات تمر بسرعة، أو ببطء، أو ربما كليهما معًا.
يؤدي تغير روتيننا اليومي إلى فقدان الإحساس بالوقت وشعورنا بالفوضى الزمنية. فربما توقفت مهننا المعتادة أو تغيرت. قد تكون هناك عودة إلى أدوار أكثر تقليدية بين الجنسين أو ربما العكس، شعور بالتغيير وتجربة أشياء جديدة وعكس الأدوار في أعقاب الفوضى الناتجة.
قد يكون هناك أيضاً شعور بالتشكيك في الأفكار والمفاهيم الشخصية والاجتماعية والسياسية. الشعور بعدم الأمان في مواجهة الأشياء التي يُنظر إليها على أنها آمنة ومستقرة. إلى جانب الشعور بالوحدة والمصير المشترك الذي يميل إلى أن يصبح أقوى في حالات الشدة.
تخلق الحرب أيضاً العديد من الذكريات المؤلمة والصعبة (على المستوى الشخصي والجمعي) التي تؤثر على احساسنا بالزمن حتى بعد انتهاء الحرب وتؤدي إلى تصور مختلف عن الماضي، الحاضر والمستقبل. من ناحية أخرى، بمرور الوقت سنعالج الذكريات والصدمات المؤلمة، سنتعافى ونتقدم ونعيد توازننا الزمني والنفسي.